19‏/06‏/2009

الرساله الرابعة

05/21/2009 - الرساله الرابعة

الرساله الرابعة

"أفقتُ على صوتكِ ينتحب..

وبصرتكِ تجلبين النظر

قلتِ كلمتين يلفظهما الضجر

جلستٌ على قارعة السرير أتذكركِ

وما بيدي وردٌ أو حجر"

أفيق كل ليلةٍ على أمنيةٍ معينة أو سعي إلى هدف

كفوف الجنيات توقظني.. ترميني إلى ما وراء السبب

وحلم الغابة يتكرر بإني غزالة عُلقت على رقبتها رموز لرسالة

وليس في الغابة أُسُود أو بدائي مرِحٌ بالشرر

لكنها تائهة..

مع أنها قوية وسريعة تلف الغابة على عجل

وسط هذه الفوضى العارمة وسرعتها تفقد الغابة ملامحها وتذوب الرسالة في ألوان الكون المموج.. تلفُ وتدور وتتوه في العدم

عزيزتى ....

لا يوجد ساعة فى حياتي ولم تكوني موجودة بها

لقد أصلحتُ حياتي.. واختبرتها

وكل ذكرياتي معكِ تأتي مثل المد والجزر

لقد كنت أفكر اليوم عندما كنا نتكلم كالصغّار

في كل ما هو مهم أو تافه

تذكرين عندما تحدثنا عن الأحلام التي كنا نراها على مدارات الأيام

ثم أحاول ان أترجمها و أنتِ تضحكين

أعترف أن أحلامكِ كانت بمثابة لوحات ثقيلة بالنسبة إليّ

تنتشي ذروتها كموسيقى صوفية ولكنها لا تدْعو إلى الإسترخاء والصفاء

كثافة الروح الغامضة التي تلونها.. تذهب بدون تردد و بدون أي تخطيط للمجهول

حتى أنَ فَراشيها الرديئة تضفي شفافية كتيمة

لقد أثارت الألوان عقلي المركون لأنها تحمل في مضمونها الحياة

إن مراحل أحلامك تتداخل وتتكيف بطريقة رائعة لكي تقوم بإبراز أي ملمس وأي مادة معروفة

والغريب إنها كانت تتوقف عند أماكن غير منطقية وحدود اللاواقعية.. تتوقف عندما تشيرين إنتِ بالإنتهاء

كل حلم من أحلامك هو كون بحد ذاته يكفي لأن تتعايش بداخله أكوان وعوالم أخرى في كل مرة تنظرين إليها

لا أعلم إذا كنتِ تتفاجئين مثلي؟

هذا كله كان يرهقني عندما أبدأ فقط بالتفكير فيه

هذا الذي كان يبعثني إلى المرح وتغيير نسق الكلام

لكني ما زلت أفكر في كل أحلامك بجدية حتى الآن

بحثت في جميع كتب التفسير التي أشتريتها من معرض الكتاب الأخير

لم يكن هذا ما خططت إليه..

ولكنكِ غيرت كل المبادئ لدي

أخرجتُ ورقة صغيرة بالكتب المرجوة ثم نظرت إليها نظرة إستحقار وحزن ومزقتها إلى ستة أجزاء كبيرة ورميتها أمام البوابة العملاقة

عسى أن تتخبط بها أرجل الأطفال السعيدة وتبعثرها

إلى أبعد الحدود

حتى أنها قد تندمج بعوالم أخرى أو تتلوح في مجرات أخرى وقد يتساءل أحد الفضائين عن صاحب هذا الخط السيء وربما ينتابه شعور سيء من ذلك يدفعه للغضب والعنف ويبدأ بقرارات مبدئية للإستيلاء على كوكبنا

ربما قد أتسبب بموت الجميع

وتكون هذه نهاية العالم الحقيقة.. لا كما نراه في الأفلام الخيالية

بعدها تنبهت على أجزاء من حروف إسمي

التي تحبين أن تناديني بِه

أ.. أحمـ.. أحمد.. أحمد يتردد ليفتح عيني المفتوحة

وهذا هو أجمل شيء يمكن أن يحدث لي في حياتي

ثم لاقيتك تبتسمين بلوم وردي خفيف وتمدين يديك كأني طفل صغير تبعثر بألعابه التي لا يحبها

أمسكت بيديك الممدودة بإسترخاء.. وتركت أحلامك لتقودني إلى ما ترينَه صحيح

ولا عيب أن تغيري إختياراتي وخطواتي في أحيانِ كثيرة

حتى إني بتُ أخاف أن أتذكركِ

لإني أعلم من داخلي بحتمية تغيير أعمالي القادمة التي لاطالما خططت بالإستعداد لها

وأنا راضِ جدا بذلك..وسعيد أيضاً

وحتى الآن أنا أشكرك على كل الأبواب التي دفعتيني إليها.. حتى ولو بدى لكِ أنه بدون قصد

أحلامك يا عزيزتي لم تكن موجودة في أي مكان

لا في الفهرس ولا حتى بين السطور السحرية

لم أعرف أن أحداً قد عرض نفسه من قبل لقراءة كتب تفسير الأحلام كاملة لكي يستخرج حلمه إلا إذا كان يحب أن يظهر في برنامج مُعوق في التلفاز مثلاً

حتى إنه قد يفسر أحلام العالم في لمحة واحدة

ما معنى أن يمضغ الإنسان علكة ثم تتحول هذه العلكة إلى قمر كبير لكنه يضيء كالشمعة الخافتة وشكله هلال ولكنه يوحي بالإستدارة ثم مجرد أن ينزل بقدمه من عربته التي هي على شكل شجرة كبيرة ملونة إلى ألوان حية وفاقعة تتغير حينما تشاء

ينزل ليسترجع علكته فيأخذ حفنة من تراب القمر الأحمر ثم يستدير إلى باب الشجرة فيجد أن الأرانب قد تكدست داخلها إلى آخر الشجرة من أولها وثلاث أرنبات أخرى يلبسون أزياء عسكرية يتماسكون أيديهم ويرقصون على موسيقى قمرية صاخبة ويقفزون فجأه إلى أعلى ثم لا تراهم مرةً أخرى ولا يرجعون

أهذه الرؤى ليس لديها معنى أم أنها تحمل شيئا بداخلها لا يعلم أحد بمكنونه؟

شعرت للحظة أنه قد تم خداعي وإنتابتني حالة من الخمول والكسل أحسست بعدم الجدوى تجاه ما أفعله

وبينما تقبع رأسي على كفتي الصغيرتين وجدت شيوخاً تصل شواربهم إلى بطونهم كأنهم لبثوا في هذه الكتب ألف سنة يخرجون كأطياف من جموع الكتب ويضحكون.. يضحكون بصوت عال وقد ضايقوني حاولت أن آخذ الكتب منهم بسلام وأترك لهم الغرفة بما فيها.. فما هو إلا وقت قليل ويرحلون فهي غير مؤهلة لأمثالهم.. مددت يدي بتروي بإستخدام فن الننجا في التخفي ولكنهم كانوا مترقبين.. ضربني أحدهم بقوة على يدي.. أذهلتهم ردة فعلي السريعة.. بإندفاع ظهري إلى الوراء إلى الكنبة وكأنهم كانوا يريدون ذلك لأكون متفرجهم الأول

ثم أقتنعوا قناع العزة وصاروا يرقصون رقصات صوفية ويتمايلون.. يتمايلون قليلاً إلى اليمين ثم أكثر ما يكون إلى الشمال وكأنهم سيسقطون أرضاً وفي كل مرة ترتفع أصوات تعاويذهم

تمادى هؤلاء الخادعون في الإستهزاء على سذاجتي ومسالمتي للحياة

تخيلت أنهم لا شيء سوى تأثير أفلام الكرتون

حتى إنني فكرت أن أترك لهم كل شيء.. فلا فائدة إذن من هذه الكتب ولا هؤلاء الملاعين يتجاوبون معي

لكن طريقي إلى الخارج مسدودة وأنا لا أطيق هذه الضوضاء الصوفية

في لحظة وبدون إرادة صادقة صرخت صرخة مدوية

حينها توقف كل شيء ثم أشار أحدهم "فركش يا جماعة نكمل بكره"

تقدم هذا الكهل المتعضعض بحنو وجلس بجانبي

عزيزتي..لقد قال لي كبيرهم أنكِ أغلقتي النوافذ

وغادرتِ عالمنا للذهاب إلى عالم أكبر

لقد كان خائفا أكثر مما أعترفَ به

ولكني قد حاربت خوفي

بإخبارى لنفسى

بأنك ستعودين يوم ما

وأفكر فيما سوف أقوله لك

عندما أراكِ مرة أخرى

لابد من أنني جربت مائة إحتمال

وما الذي قلته أخيرا؟

ليس كثيراً

وأنه لن يعمل

ما عدا إذا قبلتك

قبلة صغيره فوق خدك

قبلة ترتعش قبل أن تتحرر من مخبئِها

وعندها تقولين: أنا هنا لكي أبقى معك

فقط هذا كل شىء

..... حسناً

أنا أفعل هذا مرةَ ثانية

مازلت أتخيل ما الذي سأقوله لك

عندما تعودين فى يوم من الأيام

فقط أتخيل وأبتسم

ولا أنكر تساؤلي في الخفاء

إذا كنتِ تبتسمين؟

تمنياتي السعيدة

أ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- الرساله الأولى

- الرساله الثانيه

- الرساله الثالثه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إبحث داخل المدونه